حذر باحثون من أن تلوث الهواء الذي تسببه عوادم السيارات قد يؤدي إلى تغيرات جينية في الرحم ما يزيد خطر إصابة الاطفال بالربو.
ووجدت دراسة لعينات من دماء الحبل السري لحوالي 56 طفلاً أن هناك “إعادة برمجة” لجين له علاقة بمركبات يصدرها الدخان المنبعث من عوادم السيارات خلال الازدحامات المرورية الخانقة.
بحسب الدراسة التي نشرت في جورنال “بلوس وان” فإن هذا الجين له علاقة بظهور عوارض الإصابة بالربو عند الاطفال في سن الخامسة.
وقال خبراء إنها هذه المرة الأولى التي يتأكد فيه تأثير التلوث في الجينات.
وذكرت هيئة الاذاعة البريطانية أن الباحثين أجروا دراسة على جين اسمه “أي سي إس إل 3 “ ACSL3 يؤثر في الرئتين.
وقال الدكتور كيث براوس من جمعية الرئتين البريطانية “ إننا نعلم أن الاطفال الذين يعيشون في مناطق ملوثة يزداد احتمال إصابتهم بالربو بشكل كبير ولكن الذي لم نكن نعرفه أن ذلك يؤثر في جين معين”.
وتوصل الباحثون إلى هذه النتيجة بعد مراقبة حالة الامهات اللواتي تنشقن دخاناً ملوثاً صادراً عن مواد كيميائية خلال الازدحامات المرورية وبأنه كلما كان الجو ملوثاً كانت حالات الإصابة بمرض الربو عند الاطفال كبيرة.
وفي هذا الصدد قال مسؤول في اللجنة الوطنية للتخطيط العائلي في الصين إن طفلاً يولد كل 30 دقيقة مصاباً بعيوب خلقية وإن السبب هو الوضع البيئي المتردّي في البلاد.
ونقلت صحيفة “شاينا ديلي” الصينية عن نائبة رئيس اللجنة جيانغ فان قولها خلال مؤتمر في العاصمة الصينية بيجينغ، إن “عدد المواليد المصابين بعيوب خلقية يشهد ارتفاعاً متزايداً في المناطق الريفية والمدنية الصينية على حدّ سواء، وهذا الارتفاع الكبير هو الذي أجبرنا على إطلاق برنامج وقاية”.
وأشارت جيانغ إلى أن “أكثر من نصف حالات الحمل” في الصين استفادت من مشورة اللجنة العلمية منذ العام 2007 وحتى الآن.
وأضافت أن برنامج معاينة المرأة الحامل المجانيّ يغطي الآن ثماني مقاطعات صينية تكثر فيها نسبة الإصابة بعيوب خلقية، رافضة الإفصاح عن المزيد من التفاصيل.
من ناحيتها قالت هو يالي، وهي بروفيسور في مستشفى “درام تاور” التابع لجامعة نانجينغ، إن التلوّث هو سبب 10% من حالات العيوب الخلقية لدى الأطفال الصينيين.
وأضافت هو، “يظهر بحثنا أن التلوّث الكيميائي كان المؤثر الأكبر في صحة الحوامل وأطفالهن في بعض المناطق”.
أما مديرة وكالة تخطيط العائلة في مقاطعة شانكسي آن هوانكسياو فشدّدت على أن “مشكلة العيوب الخلقية مرتبطة بالتلوّث البيئي وخاصة في ثماني مناطق يكثر فيها الفحم”.
وربط الباحثون بين ارتفاع معدّلات الإصابة بالعيوب الخلقية وتلوّث الهواء في الصين، فجاء في إحدى الدراسات أن تعرّض الحامل للهواء الملوّث يزيد من مخاطر إنجابها أطفالاً دون الوزن الطبيعي.