عدد الرسائل : 105 العمر : 45 المهنه : الهويات : الاوسمة : تاريخ التسجيل : 30/11/2008
موضوع: الغضب في عصرنا الأحد ديسمبر 07, 2008 2:44 pm
هل كنت تعلم أنَّ هنالك شخصاً واحداً بين كل عشرين شخصاً يتشاجر كل يوم مع جاره الذي يسكن بجواره؟. وأنَّ من بين كل أربعة سائقين يقوم سائق واحد بالتشاجر إما مع سائقين آخرين يقابلهم على طريقه أو مع شرطي المرور أو حتى مع الأشخاص المارين في الشارع. وما قد لا يدركه الكثير من الناس أنَّ نسبة"ثورات الغضب"كانت قد ارتفعت وبشكل كبير بمعدل أربعمئة في المئة بين العام 1997 والعام 2000. ولكن هل يصبح الغضب والانفجار على الآخرين أحياناً بسبب؛ ودونما أي سبب في أغلب الأحيان، حالة طبيعية واعتيادية يمكن أن تحل مكان حالات البرد والأنفلونزا الشائعة والتي يمكن أن تمنعنا من التوجه إلى عملنا في اليوم التالي؟.
زمن الغضب
يبدو أننا بتنا نعيش فيما يمكن أن نسميه بـ"زمن الغضب". وأشارت الاختصاصية الاجتماعية كارول ميدغلي أنَّ حالات الغضب قد ارتفعت بشكل مرعب في مجتمعاتنا ومع ازدياد حالات الإجهاد النفسي والتوتر التي نمر بها فإن حالات الغضب هذه يمكن أن تنتهي في أغلب الأحيان بأعمال عنف وبالتهجم على الآخرين. وفي بعض الأحيان يمكن أن تكون نتائج حالات الغضب هذه عنيفة للغاية ومفجعة؛ غير أن سببها في الواقع يكون سخيفاً للغاية، ولا ينبغي أن تكون نتيجته هكذا. وفي أحوال كثيرة يكون سبب حالات الغضب هو فقدان السيطرة على النفس وعدم القدرة على ضبطها.
ما هو السبب؟
يجب ووفقاً للزمن الذي بتنا نعيش فيه أن يقوم كل شخص منا بإضافة قانون جديد لقائمة القوانين غير المكتوبة التي يلتزم بها في حياته فيما يتعلق بالتعامل مع الآخرين. إذ يفضل أن يعرف جميعنا كيف يواجه ثورات الغضب وكيف يسيطر على أعصابه. وقالت الاختصاصية الاجتماعية ميدغلي إنه من المؤسف أن نرى شخصين يتشاجران بالأيدي فقط لأن أحدهما استطاع أن يسبق الآخر في الصف الطويل من المتسوقين عند الصندوق في المتجر. وهذه لا تعتبر الحالة الوحيدة إذ يمكن أن ترى سائقاً مخرجاً رأسه بأكمله من نافذة سيارته يصرخ بألفاظ بذيئة على شخص مار فقط لأن هذا الشخص أراد أن يعبر قبل أن يمر السائق بسيارته. ولكن ما هو السبب الخطير الذي يضطرنا للداسحب كلمتك في مثل هذه النزاعات والشجارات وهل يحتاج السبب فعلاً لمثل هذه الطريقة في التعامل؟. أوضحت الاختصاصية ميدغلي أنَّ الغضب يعتبر رد فعل طبيعي وسليم للجنس البشري تجاه حالات الضغط والإجهاد. ولكن تكمن المشكلة في أن معظم حالات الغضب تكون نتائجها إما باستخدام العنف أو باستخدام الألفاظ البذيئة. على الرغم من أننا في هذه الحقبة من الزمن باتت حياتنا تتميز بسهولتها بالمقارنة مع الحياة التي عاشها أجدادنا كونهم لم يعتادوا على التسهيلات التكنولوجية والطبية التي نشهدها نحن في عصرنا الحالي. وأشارت الاختصاصية الاجتماعية ميدغلي إلى أن سرعة الوتيرة التي تمر بها حياتنا وما أسمته بـ"مرض السرعة"قد جعلنا نعتاد على أن نحصل على طلبنا وما نريده فوراً. وفي حال حدث شيء ما، وأخَّر طلبنا في الحصول على ما نريد أو أن شخصاً ما أخرنا ولو لثوان معدودة فإننا نرى بهذا التصرف تهديداً مباشراً لشخصنا وأنه تهديد أيضاً لوقتنا الذي نراه ثميناً حتى ولو لم نكن نقوم بأي شيء. وترى الاختصاصية الاجتماعية ميدغلي أن تصرفاتنا هذه تعتبر ترجمة واضحة لضغط العمل الذي نمر به وشعورنا بعدم الاستقرار في مجالنا المهني بالإضافة إلى أننا دائماً نكون في حالة من التنافس الدائم مع زملائنا في العمل. كما أن البعض منا يشعر وبشكل دائم بأن أحدهم يمكن أن يستولي على مكانهم في العمل ويبقون دون أي مصدر للرزق.
عدم ثقة بالنفس
أوضح الدكتور ميشيل سينكلير الاختصاصي النفسي والمتخصص بإدارة الغضب أن الذين يتفاعلون بشكل جسدي وعنيف مع الأحداث والمواقف التافهة والعادية هم إجمالاً أشخاص يعانون وبشكل كبير من انعدام ثقتهم بأنفسهم. ويقول إن التصرف الطبيعي في حال اصطدم بك أحدهم عن غير قصد هو أن تقول لنفسك"يا له من تصرف طائش"وأن تكمل طريقك بشكل طبيعي دون أن تكبر المشكلة ويكون رد فعلك عنيفاً. هذا وإن الأشخاص الغاضبين والثائرين يميلون دائماً إلى النظر إلى الأمور على أنها إهانة شخصية لذاتهم التي في الأساس هي ضعيفة. هذا وإن الحالة الاقتصادية المزرية يمكن أن تزيد المشكلة سوءاً حيث إن الأشخاص الذين يجدون صعوبة في السيطرة على مصروفهم يزيد شعورهم بعدم الاستقرار والأمان الأمر الذي يخل ثقتهم بأنفسهم. وبالتالي فإن خطأ بسيطاً من أي شخص غريب في الشارع يمكن أن يشعر هذا الشخص بالتهديد المباشر مما يجعله ينفجر. وعندما يشعر الشخص أنه مهدد فإن جسمه يمر بتغييرات فيزيولوجية وعقلية مختلفة حيث تزداد ضربات القلب لديه ويرتفع مستوى ضغط الدم. كما أنَّ عقله يركز فقط على التهديد الذي يعتقد أنه تعرض له متناسياً الصورة العامة للوضع. وهناك العديد من الأمور التي تردع الشخص الطبيعي من أن يتصرف بعدوانية أمام العموم أما الشخص الثائر فإن عقله لا يمكنه إدراك ذلك. وقال الدكتور سينكلير إنَّ عملية الغضب لها ثلاث مراحل وترتبط المرحلة الأولى بالحافز والبيئة التي أثارت الغضب ثم تأتي مرحلة تفسير أو تأويل الشخص لهذه الحالة أي إنه يراها حالة من الاعتداء الشخصي أما المرحلة الأخيرة فهي التصرف الذي يقوم به الجسم ليواجه التهديد الذي تهجم على ذاته.
أمور بسيطة لمواجهة الغضب
¶ حاول أن تنظر عندما تقع في مشكلة ما إلى الوضع ككل بشكل عام دون أن تركز فقط على حركة الإساءة التي تعرضت لها.
¶ يفضل أن تقتنع أنَّ هناك أشخاصاً عديدين يمكن ألا يحملوا ذات آرائك وأن لكل منا رأيه الذي يختلف عن الآخر كما أن الآراء لا تعتبر حقائق حتمية.
¶ يعتبر من الضروري أن تتعلم كيف تستمع إلى الآخرين وكيف تفهم كلامهم تماماً دون أي تأويل.
¶ لا تأخذ أي حادثة تحصل معك على أنها مشكلة شخصية وأنك أنت المعني بالذات.
وعندما تكون محصناً ضد آراء الغير وسلوكهم وتصرفاتهم فإنه من المرجح أنك لن تنظر إلى نفسك على أنك ضحية لا حول لها ولا قوة تحياتي__________________
لا يزال التحديق في عينيك يشبه متعة إحصاء النجوم في ليلة صحراوية ........ ولا يزال اسمك الاسم الوحيد الممنوع من الصرف في حياتي