النسيان

النسيان وضعف الذاكرة.. كيف يمكننا مواجهتهما؟



من منا لم يتعرض بين الحين والآخرلمواقف محرجة بسبب مشكلة ضعف الذاكرة وحالات النسيان؟.
الكثير منا يمكن أن يمر بمواقف قد ينسى فيها حتى اسم الشخص الذي يكلمه، حتى ولو كان يعرفه معرفة جيدة.
وعلى الرغم من أن حالات ضعف الذاكرة والنسيان التي يمكن أن تصيب أي شخص تعتبر طبيعية في بعض الأحيان إلا أنها يمكن أن تصبح مشكلة حقيقية في حال باتت تتكرر بشكل متواصل.

كما أن الوقت ليس متأخراً أبداً لكي تحاول المحافظة على ذاكرتك من الآن لكي تضمن أن تكون في حالة نشيطة، عندما يتقدم فيك العمر.
هذا وأكد الخبراء أن المحافظة على ذاكرة قوية وإبقاء الذهن متيقظاً لا يتطلب سوى القليل من الإرادة والرغبة الحقيقية كما أنها ليست مسألة مستحيلة أبداً.
وحدد الخبراء الطرق الأمثل التي تساعد وبشكل كبير على تقوية الذاكرة وجعل ذهنك أكثر حدة.

حاول أن تنسى

من بين أهم الأمور التي تساعدك على تقوية الذاكرة هي أن تعرف تماماً ما الذي تريد نسيانه ومتى.
إذ يفضل أن تحدد ما الذي يستحق التذكر لكي تحافظ على ذاكرة قوية.
وأوضح الخبراء أننا نحاول أحيانا تذكر كميات كبيرة من المعلومات مما يجعلنا نعتقد أن ذاكرتنا تتراجع وأننا مصابون بضعف الذاكرة.
في حين أننا نحاول أن نحشو ذهننا بكمية فائضة من المعلومات التي تكون عديمة الجدوى.
وتكون معظم المعلومات التي نتعرض لها خلال اليوم غير مهمة ولا تحتاج لأن نتذكرها.
ويقوم الدماغ وبشكل طبيعي بغربلة المعلومات التي يتعرض لها الشخص خلال اليوم ويتخلص من تلك المعلومات غير الضرورية والتي ليس لها فائدة ويحتفظ بالمعلومات المفيدة.
ولذلك حاول ألا تشغل نفسك بمحاولة تذكر جميع الأمور دفعة واحدة وحاول أن تتذكر الأشياء المهمة.

ابق على تواصل

يساعد التواصل مع الآخرين وبشكل ملحوظ على تقوية الذاكرة، حيث يلعب الأصدقاء وأفراد العائلة على إبقاء ذهننا في حال جيدة.
وأكد الخبراء على أهمية التواصل والترابط الاجتماعي في المحافظة على ذاكرة قوية وذهن حاد ونشط ومتيقظ.
وأوضحوا أن التواصل الاجتماعي يمكن أن يلعب دوراً مهماً في تقوية الذهن تماماً كممارسة التمارين الذهنية كممارسة لعبة الشطرنج أو السودوكو على سبيل المثال.
إذ يساعد التواصل الاجتماعي على تقوية الجانب الإدراكي في الدماغ.
وقال الدكتور أوسكار ايبارا من جامعة University of Michigan في الولايات المتحدة أنه عندما تتفاعل وتتواصل مع الأشخاص الآخرين من حولك، فإن الجانب الأمامي من الدماغ والمسؤول عن ما يسمى "الوظائف التنفيذية" كالتخطيط واتخاذ القرارات يمكن أن ينشط ويصبح أكثر حيوية.
مما يزيد من حدة الذهن وقوة الذاكرة والقدرة على التفكير.

خذ قيلولة بسيطة

في المرة القادمة التي تشعر فيها بالنعاس بعد تناولك وجبة الغداء لا تتردد أبداً في أن تنام ولو لفترة قصيرة جداً.
ويمكن للنوم لمدة ست دقائق فقط أن يساعد على تقوية الذاكرة وإبقاء الذهن في حالة من النشاط واليقظة.
وقام باحثون ألمان بإجراء تجربة علمية على ثلاث مجموعات لتحديد أهمية القيلولة على الذاكرة وتنشيطها.
وتم خلال هذه الساعة إخضاع مجموعة من الأشخاص للنوم لمدة ما بين نصف ساعة وخمس وأربعين دقيقة، في حين لم تخضع مجموعة أخرى للنوم أبداً أما المجموعة الثالثة فقد خضعوا للنوم لمدة ست دقائق.
وبعد إخضاعهم للنوم خضعت المجموعات الثلاث لامتحان للكشف عن مدى حدة الذهن وقوة الذاكرة وتبين أن المجموعة التي خضعت للنوم لمدة ست دقائق كانت قدراتها وفعاليتها الذهنية قوية وحادة ونفسها لدى المجموعة التي خضعت للنوم لمدة خمس وأربعين دقيقة.
في حين أن ذهن الأشخاص في المجموعة التي لم تنم أبداً أقل نشاطاً وتركيزاً بالمقارنة مع المجموعتين الأخريين.

لا تنس الطعام

أكد الخبراء أن للمواد الغذائية الطبيعية دوراً أساسياً في المحافظة على الذاكرة وعلى إبقاء الذهن في حالة من النشاط والحيوية.
وأوضحوا أن بعض الأنواع من المواد الغذائية قادرة فعلاً على تقوية الوظيفة الإدراكية للدماغ.
ومن بين هذه المواد الطبيعية يعتبر السمك والذي يحتوي على الأوميغا 3 والموجودة أيضاً في حبوب زيت السمك من المواد المغذية للدماغ والمفيدة للغاية لخلايا الدماغ.
وتندمج الأوميغا 3 في أغشية خلايا الدماغ وبذلك فإنها تسهل عملية نقل المعلومات من خلال الأعصاب المرسلة في الدماغ.
وقد ربط الخبراء بين هبوط كمية الأوميغا 3 في الجسم وبين المشاكل التي تصيب الذاكرة، بالإضافة إلى أنه كلما قلت نسبة هذه المادة في الجسم ارتفع احتمال الإصابة بالأمراض النفسية والاكتئاب.
وفي حال لم تكن تريد أن تتناول الأسماك يمكن أن تعتمد على حبوب زيت السمك المتوفرة في الصيدليات كبديل ملائم.
وقد ربطت دراسة ما بين تناول السمك والإصابة بالزهايمر إذ تبين أن الأشخاص الذين يتناولون السمك لمرة واحدة في الأسبوع يمكن أن تقل لديهم نسبة الإصابة بهذا المرض بنسبة 60 في المئة.
كما وتعتبر السبانخ من المواد الغذائية الطبيعية التي تساعد على تقوية الذاكرة.
وبينت الأبحاث أن المواد المضادة للتأكسد والتي تحتوي عليها السبانخ بكثرة تبطئ من آثار تقدم العمر على الدماغ إلى جانب أنها تزيد من نشاط الذهن.

ابتعد عن التوتر

من أهم الأعداء التي تواجه الذاكرة هي الحالة النفسية السيئة والإجهاد النفسي. ويساعد الشعور بالتفاؤل على المحافظة على الذاكرة وتقويتها.
وقال الخبراء، إن المشاعر الايجابية لها فائدة قوية على صحة الذهن على المدى الطويل.
وبينت دراسة أجريت على مجموعة من الأشخاص أن الذين كانت حالاتهم النفسية أقل توتراً كانت قدرتهم على تذكر الأمور أفضل بكثير بالمقارنة مع الأشخاص الذين يعانون من الإجهاد النفسي.
وأن الأشخاص الذين كانوا يعانون من التوتر وكانت حالتهم النفسية سيئة كان ذهنهم أقل نشاطاً وحيوية كما كان مائلاً إلى الخمول.

__________________
[center]لا يزال التحديق في عينيك يشبه متعة إحصاء النجوم في ليلة صحراوية ........ ولا يزال اسمك الاسم الوحيد الممنوع من الصرف في حياتي